وهذا سؤال عن أفلام الكرتون للأطفال؟
الجواب :
والجواب أنها لا تجوز .
أولاً : لأنها لا تخلو من مفاسد متضمنة لمعاني محرمة، سواء في العقيدة أو الأخلاق أو غيرها، خصوصا ما يأتي من جهة الغرب، فربما احتوت بعض هذه الافلام على العقائد الفاسدة، كتناقل الأرواح، أو كذلك إقرار بعض الديانات الباطلة، كديانات أهل الأوثان وغيرها، أو كذلك تصوير بعض الآلهات للمطر وللرياح ولغيرها، أو إقرار السحر والسحرة وأفعالهم، أو غير ذلك من الأمور الباطلة التي تنافي العقيدة الصحيحة التي يجب أن يكون عليها المسلم ويتربى عليها أولاد المسلمين، و كذلك أمور أخلاقية فاسدة من معاني العشق والمحبة، وغيرها مما لا يليق أن يتربى عليها أطفال أهل الإسلام، فضلاً عن أمور أخرى كثيرة يحفظها الطفل من خلال الكلمات التي يسمعها ويرددها ، وتردد في تلك الأفلام، وكل هذا له أثره السيء، سواء على المدى القريب، أو البعيد في تنشئة هؤلاء الأطفال على الباطل والفساد.
وثانياً : لما فيه من إشغال قلوب هؤلاء الأطفال وتعلقهم بهذه الأفلام على حساب ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ليس فقط في دينهم، بل ودنياهم، حتى يصير الكثير من هؤلاء الأطفال معلقة قلوبهم بهذه الأفلام، وربما بعضهم يتبول في نفسه من شدة تعلقه بهذه الأفلام، ولا يشعر بنفسه أنه يحتاج إلى الحمام، وهذا واقع وليس هو شيء من الخيال، ولا شك أن في هذا إضاعة وإهدار لأوقات هؤلاء الأطفال فيما ينفعهم في دينهم أو دنياهم، فهم يحتاجون إلى أن تستثمر أوقاتهم فيما ينفعهم في الدين والدنيا معاً.
وثالثاً: أنها تحتوي على الصور المحرمة، فالصور المحرمة تتناول هذه الافلام على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وهاهنا تنبيهٌ فيما قد يقوله بعض الناس، سمعنا فتاوى أنه يجوز أفلام الكرتون الاسلامية، فهناك نقار الخشب إسلامي، وغير ذلك مما يسمى بالإسلامي ، والجواب : هذه كذلك وإن كانت أخف شراً من التي قبلها، لا تخلو من مفاسد، فمن مفاسدها أنها كذلك قد تتضمن بعض المعاني غير الصحيحة، فليس كل ما نسب للإسلام يصح نسبته للإسلام وخصوصاً أن القائمين على هذه البرامج هم ممن ليس عندهم أهلية علمية في عقيدتهم وعبادتهم ومنهجهم، فربما تعلقت في نفوس الأطفال أشياء ليست صحيحة، وما أكثر ذلك من الضعيفة، والأخبار الغير صحيحة فضلاً عن معاني ومعالم ومناهج يتلقونها فيها شي من العواطف والحماسات ربما تدفع ببعض الأطفال إلى المناهج المنحرفة، وهكذا كذلك هي تدخل في عموم التصوير المحرم.
ومن مفاسد التصوير وقد علمنا في دروسنا السابقة أن في تحريم الصور معاني كثيرة وحِكم عديدة، ومن ذلك تعلق القلوب بهذه الصور، الكبار يتعلقون بمعاني كثيرة من هذه المعاني، فساد العقائد وفساد الاديان مما يكون به تعلق الكبير بالصور، وفساد وغير ذلك، وهكذا كذلك الصغار تعلق قلوبهم بهذه الصور يكون بإضاعة أوقاتهم، وغير ذلك من الأمور الأخرى التي تنطبع في دهن هؤلاء الأطفال مما يضرهم في حياتهم، ولكن يكفي أخذ العبرة من غير ذلك من وسائل التعليم الكثيرة، المقروءة والمسموعة، مما يكون سبباً في التأثير على حياتهم وشخصيتهم على الوجه الصحيح الذي يكون بإدخال المصالح واجتناب المفاسد، والله تعالى اعلم..