هذا سائل يسأل عن حكم لبس المرأة لباس يحميها من البرد فوق الجلباب من ألبسة الشتاء؟
الجواب :
والجواب على هذا أن يقال: تحرص المرأة على جلبابها وحجابها الشرعي الكامل، وإذا كان هناك شيء من البرد، خصوصا في البلاد الباردة، مثل ما عندكم في أوروبا، تلبس من تحت الثياب من الملابس التي تحتوي على مادة الصوف، أو ما كان بمعناها مما يخف حجمه ويقل ويعطي الدفئ الذي يحتاجه الانسان. فإن كان هذا لا يكفي مثل ما وقع في بعض البلاد الشمالية الأوروبية كما أخبرني بعض الإخوة في السويد، وقد سئلت هذا مرات في السويد، وفي بعض المناطق الشمالية الأوروبية، أجبتهم بأن المرأة للضرورة إذا لم تكتفٕ باللباس من تحت الجلباب الصوف ونحوه، واحتاجت لشدة البرد وكثرة الثلوج أن تحتمي بشيء فوق الجلباب، فلا بأس أن تلبس الكوت الواسع الذي يسترها، ويكون لونه كلون الجلباب، وتشترط فيه ثلاثة أمور :
الشرط الأول: أن يكون واسعاً، ومن ذلك أن يكون أكبر من مقاسها برقمين أو ثلاثة حتى لا يصف جسدها، ونبهت على هذا مرات وكرات في أكثر من مجلس، وذلك لأن أكثر هذه الألبسة تكون محجمة وشكلها يشكل جسم المرأة، ولا شك أن هذا لا يجوز، ما كان ضيقاً لا يجوز.
والشرط الثاني: أن لا يكون فيه لون يلفت الانتباه، بل يكون موافق للون الجلباب الأسود.
والشرط الثالث : أنه كذلك يجري به العرف، مما يجري به العرف، حتى لا يكون ملفتاً للإنتباه، فلا تلبس المرأة مثلاً لبسة الرجل، وهذا لا يجوز إلا إذا كان شيء ليس خاص بالرجال، ونحو ذلك مما يخرج هذا اللباس عن ثوب الشهرة، ومر معنا في دروس ومجالس سابقة وتكرر حجاب المرأة المسلمة، يجب أن تتوفر فيه ثمانية شروط، كررتها في أكثر من مجلس، ومنها هذه الشروط التي أشرت إليها فيما يتعلق بهذا الكوت، وطبعاً الشروط الأخرى يشملها مما يتعلق بحجاب المرأة المسلمة، والله تعالى أعلم..