الدرس في كتاب الطهارة 9، ألقاها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، ثم أما بعد.
مرَّ معنا فيما مضى في الباب الثالث من كتاب الطهارة المسألة الأولى والثانية. وقبل أن ندخل في المسألة الثالثة، تنبيه وهو ما تقدم معنا في الأمس بالإشارة إليه، وهو قوله في حديث ابن عمر، ولحديث مروان الأصغر. الصواب مروان الأصفر. الصواب مروان الأصفر كما في ترجمته من تهذيب الكمال وفروعه، على أنه جاء في بعض النسخ في بعض النسخ التهذيب أو تقريب التهذيب تهذيب الكمال جاء في بعض النسخ أو في بعض التراجم مروان الأصغر وهو خطأ، والصواب مروان الأصفر.
طيب، المسألة الثالثة: ما يسن فعله لداخل الخلاء، أي ما هي الأمور المستحبة المسنونة التي ينبغي أن يفعلها من دخل الخلاء. من دخل الخلاء، هناك أمور مستحبة ينبغي له فعلها، فما هي؟
قالوا: يسن لداخل الخلاء، وللخلاء المكان المعد لقضاء الحاجة. فقد يكون مكانًا معدًا من بنيان، أو مكان معد لقضاء الحاجة، وما شابه ذلك. وقد يطلق الخلاء على المكان الذي يقضى فيه الحاجة ولو لم يكن بنيانًا. إذن في قولهم يسن لداخل الخلاء يكون على عمومه، سواء كان في البنيان أو في غيره. قول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، وقول يسن لداخل الخلاء قول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، هل معناه إذا كان الخلاء بنيانًا أنه يقول إذا دخل وصار داخل ذلك البنيان؟ يعني الآن نسميها الحمامات. من أراد دخول الحمام لقضاء الحاجة، هل يسن له أن يقول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث داخل الحمام أو قبل أن يدخل الحمام؟
الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يقوله إذا أراد الدخول، إذا أراد الدخول. فيكون ما جاء في حديث أنس رضي الله عنه وأرضاه إذا أتى أحدكم الغائط المراد إذا أتى أحدكم الغائط فأراد الدخول. فأراد الدخول كقول الله جل وعلا "وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله". هل معناه أن تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند الشروع في القراءة أي بعد الدخول في القراءة أو قبل القراءة؟ يقال قبل القراءة، واضح هذا. وكذلك هذا الدعاء يقال قبل الدخول، قبل الدخول إلى الخلاء.
فإذن، يقال هذا الدعاء إذا كان في البنيان قبل الدخول في المكان المعد للخلاء. وإذا كان في صحراء، إذا كان في صحراء إنسان أراد أن يقضي حاجة في مكان خالٍ ليس بنيانًا، فمتى يقول هذا؟ قال علماء رحمهم الله تعالى: يسن له أن يقول ذلك إذا هبط إلى الأرض ورفع ثوبه لقضاء حاجته، أن يقول هذا عند جلوسه لقضاء الحاجة. عند جلوسه لقضاء الحاجة، فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم الغائط يكون على بابه وحقيقته في الخلاء والصحراء، وأما في البنيان فيكون هناك تقدير، إذا أراد أحدكم الخلاء فليقل بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
طيب، قوله بسم الله كما سيأتي معنا بإذن الله جل وعلا الأحاديث المذكورة في هذا سيأتي معنا الكلام على أدلة هذا، فنتكلم عن الأدلة في بابها أو في موضعها. قالوا: يسن لداخل الخلاء قول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. قلنا في البنيان قبل الدخول إذا كان في البنيان كالحمامات اليوم، إذا أراد الإنسان أن يدخل يقضي حاجته في الحمام قبل الدخول يقول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. إذا كان في صحراء، في فضاء من الأرض، فإذا جلس قبل أن يعني يقضي حاجته يقول هذا الدعاء وهذا الذكر.
طيب، قالوا: وعند الانتهاء والخروج غفرانك، وهذا كذلك، الانتهاء والخروج متى يقول غفرانك؟ هل يقوله داخل الحمام أم إذا خرج؟ كذلك إذا خرج. وكذلك إذا كان في صحراء، إذا قضى حاجته وأماط الأذى وقام من مكانه قال هذا الدعاء، قال هذا الدعاء غفرانك.
وتقديموا أيوا من الآداب، وتقديموا رجلهم اليسرى، وتقديموا رجله اليسرى عند الدخول، واليمنى عند الخروج. أيوا من السنن والمستحبات بأن الإنسان إذا أراد أن يدخل الخلاء أن يدخل برجله اليسرى، يدخل برجله اليسرى. وفي البنيان، الأمر واضح، الأمر في البنيان، أي إذا كان في الحمامات، الأمر واضح، يستطيع أن يدخل اليسرى قبل اليمنى. لكن إذا كان في صحراء كيف يصنع؟ ها يا جماعة، بعض أهل العلم قالوا يجعل اليسرى قبل القضاء، قالوا فيحمل هذا الأمر وهذا الأدب كذلك في الصحراء. وبعض أهل العلم قالوا إنما يكون فيماذا؟ في البنيان دون الصحراء لأن مسألة الصحراء لا ينضبط فيها تقديم اليسرى على اليمنى، وهذا الأقرب، والله تعالى أعلم.
إذن من السنن المستحبة تقديم رجله اليسرى عند الدخول، واليمنى عند الخروج. وهذا الأدب متفق عليه، هذا الأدب متفق عليه بمعنى أنه لا خلاف بين أهل العلم في هذا الأدب، كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى، ودلت أدلة وعمومات الأدلة على هذا المعنى أن اليد اليمنى تستخدم لما شرف، واليسرى لما عداها. وكذلك يقال في الرجل، يعني يبتدأ باليسرى في ماذا؟ في الخلاء ونحوه، واليمنى في العكس. إذا دخل إنسان الحمام باليسرى، وإذا دخل المسجد بماذا؟ باليمنى، فلما شرف باليمنى، واليسرى لغير ذلك.
قالوا ألا يكشف عورته حتى يدنو من الأرض، وهذا أدب كذلك من الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها المسلم في أثناء قضاء الحاجة. يقولون وألا يكشف عورته حتى يدنو من الأرض، أراد أن يقضي حاجته، يقولون فلا يكشف عورته حتى يدنو من الأرض، وهذا في الخلاء، يعني في أماكن الفضاء والصحراء وما شابه ذلك. لا يقول إنسان: ما في أحد، يفتح ما شاء الله ويمشي. لكن ماذا يفعل إذا أراد قضاء الحاجة؟ ينظر مكاناً مستتراً، ثم يجلس، فإذا جلس، رفع ثوبه، وقضى حاجته، لأن هذا فيه تمام الستر، وهذا فيه تمام الستر والستر مطلوب، كما سيأتي معنا بإذن الله جل وعلا بيانه. أما في البنيان، فالأمر واسع، بمعنى إنسان دخل حمامه، الأمر واسع، أن يرفع ثوبه قبل أن يجلس لقضاء حاجته، لأن الحمام بنيان مستور، والمقصد من رفع الثوب عند جلوس في الخلاء وفي الصحراء من أجل ماذا؟ من أجل تمام الستر.
قال: وإذا كان في الفضاء، بمعنى أن الإنسان إذا أراد أن يقضي حاجته في الفضاء، ليس في بنيان. وإذا كان في الفضاء، يستحب له الإبعاد، يستحب له الإبعاد والاستتار حتى لا يرى الإنسان، إذا خرج في مكان في الصحراء مع جماعة من الناس، فأراد أن يقضي حاجته، فيستحب له إذا كان في قضاء الحاجة أن يبعد عن أنظار الناس، لاسيما في قضاء الحاجة إن كان غائطاً. وأما البول، فكذلك يستحب له الإبعاد، وإن فعل عن قرب مع الاستتار، فلا بأس، لحديث حديثة ابن اليمان رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم بال قائماً عند صباطة قوم، وحذيفة يستره، أي يستر النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان في الفضاء، يستحب له الإبعاد والاستتار حتى لا يرى، وهذه من الآداب، وهذه من الآداب. وسيأتي معنا بإذن الله جل وعلا أن الاستتار واجب عن أعين الناس. قالوا وأدلة ذلك كله، أي أدلة هذه الآداب المتقدمة، حديث جابر رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز حتى يتغيب، فلا يرى، حتى يتغيب، فلا يرى. والحديث، كما ذكر، رواه أبو داود، بن ماجة، وغيرهم، وصححه العلامة الألباني رحمه الله.
والشاهد منه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، أي كانوا في خلاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز، أي قضاء الحاجة، مكان قضاء الحاجة، حتى يتغيب، فلا يرى. وهذا يدلنا على شدة البعد، يبعد عن الناس، حتى لا يراه أحد، حتى لا يراه أحد، وهذا أدب من الآداب السامية الذي دعا إليه الإسلام، فالإسلام دعا إلى غاية الستر.
ومن الستر ما ذكر هنا قال وحديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الخلاء أن يقول بسم الله". قالوا أخرجه أو رواه ابن ماجى والترمذي، وحسنه أحمد شاكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع. طيب صححه الألباني في صحيح الجامع، وحديث علي رضي الله عنه وأرضاه بهذا الإسناد لا يصح. حديث علي رضي الله عنه وأرضاه بهذا الإسناد لا يصح، فإنه من طريق محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن حميد الرازي من أهل العلم مَنْ كذبه كالرازيين أبي حاتم وأبي زرعة. ومنهم من ضاعفه ومنهم من مشى حديثه. وأقول إن الأقرب، والله أعلى وأعلم، أن حديثه لا يرتقي إلى الصحة أو لا يرتقي إلى الحسن، فضلاً عن الصحة، بل الأقرب ما يقال بأنه حديث ضعيف جداً.
وأيضاً فيه علة أخرى، وهي أنه من طريق كذلك الحكم بن عبد الله وهو مجهول الحال، وهو مجهول الحال. لكن جاء من حديث أنس بهذا المعنى، جاء من حديث أنس رضي الله عنه وأرضاه بهذا المعنى. وحديث أنس أفراده لا يخلو منها مقال، ولكن الحديث له ثلاث طرق وبمجموعها يرتقي إلى الحسن، حديث أنس رضي الله عنه وأرضاه بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن، فإذن الحكم ثابت.
ما هو الحكم؟ الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم الخلاء، جاء في بعض الرواية إن هذه الحشش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الغاب فليقل بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وجاء في بعض طرق حديث أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وكما سمعتم الحديث، بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن، والله تعالى أعلى وأعلم.
طيب، قال: وحديث أنس رضي الله عنه، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وحديث أنس هذا متفق عليه. حديث أنس هذا متفق عليه، وإنما الكلام على الحديث الذي فيه الزيادة "بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، فإنه حسن بمجموع طرقه.
طيب، قال: وحديث عائشة رضي الله عنها، كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء، قال: غفرانك. حديث عائشة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء، قال: غفرانك. وهذه كذلك من السنة المستحبة، أن الإنسان إذا خرج من الخلاء، يقول: غفرانك. وحديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، رواه أصحاب السنن، وهو حديث أقل أحواله أن يقال بأنه حسن، أقل أحواله بأنه حسن، وقد صححه العلامة الألباني رحمه الله، وقبله الحافظ ابن حجر، وطائفة من العلماء رحمهم الله تعالى. فحديث عائشة صحيح أو حسن.
وهل ثبت غير هذا؟ هل ثبت غير هذا من الأذكار عند الخروج من قضاء الحاجة؟ لم يثبت إلا حديث عائشة، لم يثبت إلا حديث عائشة. فمعنى هذا أن الإنسان إذا خرج من الغائط، اكتفى بأن يقول غفرانك، أن يقول غفرانك. جاء في بعض الحديث أنس وغيره أنه كان إذا خرج من الخلاء، يقول: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى. وهذا الحديث لا يصح.
طيب، قال: وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة، إذا أراد الحاجة، أي إذا أراد قضاء حاجته، لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض. وحديث ابن عمر بطرقه يرتقي إلى الحسن، وللعلامة الألباني رحمه الله بحث في الكلام على طرقه في الصحيحة برقم واحد وسبعين وألف، خلاصته بأن الحديث صحيح، بأن الحديث صحيح. فهذه أدلة هذه المسألة، هذه أدلة هذه المسألة.
طيب، قال: المسألة الرابعة: ما يحرم فعله على من أراد قضاء الحاجة. بمعنى من أراد قضاء الحاجة فإنه لا يجوز له أن يفعل أمورًا. ما هي هذه الأمور؟ قالوا: يحرم البول في الماء الراكد، لحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن البول في الماء الراكد، والحديث متفق عليه. وهذا كما ترون نهي نهى عن البول في الماء الراكد، ما هو الماء الراكد؟ الراكد ضد المتحرك، الراكد ضد المتحرك الذي لا يتحرك، مثل مياه البرك أو الأماكن والأحواض وما شابهها ذلك التي لا تتحرك، فلا يجوز للإنسان أن يبول في هذا الماء الراكد لقول النبي صلى الله عليه وسلم أو لقول حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البول في الماء الراكد. نهى عن البول في الماء الراكد، والأصل في النهي أنه لماذا؟ أنه للتحريم. واضح هذا جماعة أم لا؟ فإذا لا يجوز للمسلم ولا لغير المسلم أن يبول في الماء الراكد الذي لا يجري.
الأمر الثاني، قالوا: ولا يُمسك ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يستنجي بها. لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه، ولا يستنجي بيمينه". قولهم "ولا يُمسك ذكره بيمينه وهو يبول"، وهو يبول، جملة حالية والواو حالية، فمعنى هذا أنه لا يجوز له أن يمسك ذكره حال بوله. إنسان إذا أراد أن يبول، فلا يجوز له أن يمسك ذكره بيمينه أثناء البول، بل بيده اليسرى، بل بيده اليسرى. لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه".
فإذاً، اليمين لا يجوز استخدامها في هذه الحالة، لأن اليد اليمنى مشرفة، تُستخدم لما شرف، واليد اليسرى تُستخدم لما سوى ذلك. أيضاً قالوا: ولا يستنجي بها. ولا يستنجي بيمينه. ما معنى "لا يستنجي بيمينه"؟ إذا أريد به مباشرة اليد اليمنى في الاستنجاء، فهذا أمر محرم بإجماع. واضح جماعة؟ إن أريد بهذا الحديث أنه لا يستنجي بيمينه، يعني أن يجعل يده اليمنى لمسح الأذى الخارج، إما من القبل وإما من الدبر، فإن هذا محرم إجماعا. وإن أريد باستخدام اليمنى بواسطة شيء، مثلاً حجارة أو ما شابه ذلك، فما الحكم؟ ها هنا خلاف بين أهل العلم، والأظهر كذلك أنه لا يجوز لعموم الحديث، ولا يستنجي بيمينه، سواء كان مباشرة، والأمر واضح، أو كان بحائل. كأن يأخذ حجرًا فيمسح ذكره بيمينه، أو يمسح دبره من الغائط بيمينه. هذا كذلك لا يجوز، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "ولا يستنجي بيمينه".
طيب، هذه المسألة الثانية تحت هذه المسألة. قالوا: ويحرم عليه البول أو الغائط في الطريق، أو في الظل، أو في الحدائق العامة، أو تحت شجرة مثمرة، أو موارد المياه. لحديث معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الملاعنة الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل". وحديث معاذ، رواه أبو داود، ابن ماجة، وغيرهما، وهو من طريق أبي سعيد الحميري، وهو مجهول، يرويه عن معاذ، وهو لم يسمع منه، وهو لم يسمع منه. فالحديث من هذه الطريق لا يصح، من هذه الطريق لا يصح، إن كان معناه صحيحًا. ويشهد لبعض فقراته الحديث الآتي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه.
قالوا: ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا اللاعنين". "اتقوا اللاعنين"، جاء هذا، وهذا "اتقوا اللاعنين". قالوا: ومن اللاعنان يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم". الذي يتخلى في طريق الناس، أي في الطرق العامة أو الطرق الخاصة، المكان الذي يسير فيه الناس، يعني معروف أن في كل مكان طرق. إما أن تكون شوارع عامة، أو تكون طرق الناس خاصة، مداخل بعض البيوت أو ما خارجها. فلا يجوز للإنسان أن يقضي حاجته في طريق الناس. لا يجوز للإنسان أن يقضي حاجته في طريق الناس. وكذلك قال في الحديث، "أو في ظلهم". وفي الظل يعم الأشجار، حيثما يجلس الناس ويستظل، أو تحت بعض الثقائف، أو البيوت، أو الأماكن العامة التي يجلس فيها الناس. لا يجوز للإنسان أن يأتي في مكان يستظل به أهل الإسلام فيقضي حاجته فيه. وألحق به العلماء رحمهم الله تعالى ما ذكر من الأماكن العامة، والحدائق العامة، وما شابه ذلك.
قالوا: كما يحرم عليه قراءة القرآن، ويحرم عليه الاستجمال بالروث. يحرم عليه قراءة القرآن، أي قراءة أثناء قضاء الحاجة. إنسان يقضي حاجته ويتغوط ويقرأ قرآن. هذا فيه معنى معين من الاستهانة بكتاب الله جل وعلا. والله جل وعلا يقول
: "ومن يعظم حرمات الله فإنها من تقوى القلوب". قال: ويحرم عليه الاستجمال بالروث أو العظم، أو بالطعام المحترم. لا يجوز للإنسان يأخذ طعاماً، يأخذ بسكويت، أو ما شابه ذلك، أو قرصاً من الخبز، أو ما شابه ذلك، ويمسح به ما خرج منه من غائط أو بول، هذا كذلك لا يجوز. قال: لحديث جابر رضي الله عنه، نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظم أو ببعر. والحديث رواه مسلم.
يحرم قضاء الحاجة بين قبور المسلمين، أي في قبور المسلمين، كأي في المقابر. لا يجوز. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق"، والله تعالى أعلى وأعلم.
إلهنا سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.